العراق : عاشت الثورة الشعبية
فلتسقط حكومة حيدر العبادي. نعم لتأسيس مجالس شعبية من أجل حكومة للعمال و الفلاحين الفقراء.
بيان التيار العالمي الثوري الشيوعي ( RCIT ) 17 تموز 2018 www.thecommunists.net
أولاً : تجتاح ثورة شعبية عفوية جنوب العراق منذ الثامن من شهر تموز حيث بدأت المظاهرات و عمليات الإستيلاء في البصرة ثم امتدت إلى النجف و ميسان و زكار و بابل و كربلاء و هيلا و بغداد. يتظاهر الناس هناك ضد البطالة و غلاء المعيشة و النقص في الخدمات الأساسية العامة.
قام المتظاهرون بالسيطرة على مكاتب الشركات النفطية و أغلقوا الشوارع كما اقتحموا مطار النجف الدولي و حاصروا منزل المحافظ في النصيرية. كانت المظاهرات موجهه أيضاً ضد مقرات حزبية و حكومية و ضد مباني تابعة لمليشيات طائفية شيعية .
لقد تفاقم الصراع في الأيام الأخيرة بعد قيام الشرطة بكبح المظاهرات بوحشية. قتل حتى الان تعسة متظاهرين و جرح أكثر من 250 شخص ( بما فيهم 30 من موظفين الأمن ) و على مايبدوا أن الباب فتح أمام ثورة.
ثانياً: بعد إدراك رئيس الحكومة حيدر العبادي لجدية الوضع هناك قام بتكليف وفد مكون من خمسة وزراء لزيارة مدينة البصرة . حيث تعهد الوفد برفع مستوى الخدمات للمواطنين و تأمين 10000 فرصة عمل و بما ان ماسلف لم يقم بتهدئة الوضع ذهب العبادي للبصرة مباشرة من بروكسل حيث حضر قمة الناتو الأخيرة هناك. و رغم ذلك فشلت الحكومة لحد الآن بتهدئة الوضع. و على العكس من ذلك قام متظاهرون باقتحام الفندق الذي يقيم فيه العبادي مما اضطر حراسه إلى اجلائه من الفندق بسرعة .
ثالثاً : سيطر حزب الدعوة التابع للعبادي على المشهد السياسي في العراق منذ الإحتلال الذي قادته أمريكا عام 2003 و الذي نتج عنه الإحتلال الإمبريالي للبلاد . المتظاهرون لم ينددوا بالسيطرة الإمبريالية الأمريكية فحسب بل و رفضوا التدخل الإيراني أيضاً , فالناس يرددون شعارات مثل ” ايران لا نريدك بعد الآن ” .
حيث قاموا أيضاً بإحراق مباني تابعة لحزب الدعوة الإسلامي المدعوم من أمريكا و لمنظمة بدر المدعومة من ايران و لمكتب المجلس الإسلامي الشيعي الأكبر أو ما يسمى كتائب حزب الله الداعمة لإيران في النجف .
رابعاً: يحاول رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي يقود حركة شعبية اسلامية برجوازية متواضعة و الذي لعب دوراً قيادياً في ثورتين مسلحتين ضد القوات الأمريكية عامي 2004 و و2007 استغلال المظاهرات سياسياً من خلال التعبير عن تعاطفه بحذر مع أهداف المتظاهرين. و رغم ذلك يحاول أيضاً تهدئة الإحتجاجات بإدانة العنف .
يقود الصدر إئتلافاً مع الحزب الشيوعي الستاليني و قوى أخرى إذ حازوا على الأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي جرت في أيارعلى أرضية مناهضة للفساد .
خامساَ : بعد 15 عاماً من الإحتلال الأمريكي و التدخل الإيراني و حكومات فاسدة و ميليشيات طائفية يعيش العراقيون في ظروف محبطة , فما تزال مناطق كبيرة مدمرة أولها و أهمها الموصل في الشمال و العديد من الخدمات العامة التي لا تعمل بشكل صحيح أو لا تعمل أبداً. رسمياً 10,8 من العراقيين عاطلون عن العمل بينما بطالة الشباب هي الضعف في بلد 60% فيه من الشباب تحت عمر24 و هذا فقط مثال اخر على فشل الإمبريالية و النخبة الرأسمالية المحلية.
سادساً : يبدو أن هناك محاولات من المتظاهرين لتنظيم أنفسهم حيث أعلنوا عن تأسيس مجلس للمتظاهرين. و مع هذا فإن من الواضح أن القوى القبلية البرجوازية مثل عشيرة بني تميم أحد أكبر العشائر في البصرة تستغل نفوذها لتهدئة الوضع و صرف النظر عن الثورة.
على سبيل المثال تطالب إحدى بيانات المجلس بأن يحل الجيش محل الموظفيين المنتخبين . إن تحرك من هذا النوع سيشكل نكسة هائلة لنضال العمال و المستضعفين في العراق من أجل الحريات.
سابعاً : إن التيار الشيوعي الثوري العالمي (RCIT)يرحب بقوة بالثورة الشعبية و إذا نجحت فإنها ستشكل ضربة خطيرة ضد العدوان الرجعي في الشرق الأوسط سواء كان من الإمبريالية الأمريكية أو قوى المنطقة كإيران . و إن ذلك قد يخلق جواً لطرد الإحتلال الخارجي و ممثلي البرجوازية من العراقيين و بالتالي فإن الثورة الناجحة ممكن أن تؤدي لفتح الباب أمام خلق حكومات للعمال و الفلاحين و الفقراء .
ثامناً إن أهمية الثورة الشعبية تذهب لما هو أبعد من العراق . إن للعراق مكانة هامة سواء بالنسبة للإمبريالية الأمريكية أو النظام في طهران و هذه القوى ستتأثر مباشرة من هذه المظاهرات الحاشدة . علاوة على ذلك رأينا في الأشهر الماضية النضال البطولي للشعب الفلسطيني ( على سبيل المثال مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة ) .
إن المظاهرات الحاشدة في الأردن و ايران بالإضافة للمقاومة اليائسة المستمرة لمقاتلي الحرية السوريين ضد نظام الأسد الدموي و سادته الرجعيين في موسكو و طهران , و مقاومة الشعب اليمني المستمرة ضد العدوان الذي تقوده السعودية . بالمختصر فإن الثورة العراقية بإمكانها أن تدفع بعملية إحياء الربيع العربي الذي بدأ عام 2011 للأمام رغم الهزائم و النكسات المتعددة التي واجهتها في السنوات الأخيرة.
تاسعاً: و كما أشرنا في العديد من الوثائق فإن الوضع الحالي في الشرق الأوسط يتصف بالتسارع الحثيث للمتناقضات الحادة و إن المنطقة تواجه العدوان السافر للقوى الإمبريالية العظمى ( روسيا ضد الشعب السوري و الولايات المتحدة ضد إيران ) و الدكتاتوريات الرجعية أيضاً ( الأسد في سوريا و السيسي في مصر و خامنئي و روحاني في ايران …) هذه التطورات تصطدم مع عدد من الصراعات الطبقية المهمة و حروب التحرير ( فلسطين, سوريا , الأردن , اليمن , ايران , تونس ….إلخ ).
عاشراً: يجب على الشيوعيين في العراق أن يحذروا ضد أي أوهام شعبية لحركة الصدر أو ما أطلق عليه بالخطأ “الحزب الشيوعي” ( الذي دعم الإحتلال الأمريكي عام 2003 و أصبح لاحقاً جزءاً من الإدارة الإستعمارية المفروضة ). يحذر التيار الشيوعي العالمي الثوري أيضاً من وضع اي أمل في الجيش العراقي . هذا الجيش ( كما هو حال العديد من المليشيات ) درب من قبل أمريكا و إيران . فهو يخدم مصالح الطبقة الحاكمة و ليس الشعب .
الحادي عشر: علاوة على ذلك يجب على الشيوعيين أن يدعو لتشكيل لجان عملية في أماكن العمل و الأحياء السكنية و المدارس و الجامعات من أجل تنظيم العمال و المضطهدين. إن على لجان من هذا النوع أن تقود النضال و على الشيوعيين أن يطلبوا من نقابات التجارة و المنظمات الشعبية أن ينظموا اضراباً ضخماً لا محدود من أجل مطالبهم و يجب على هذا النضال أن يهدف لإسقاط النظام أيضاً . ناهيك عن ذلك فإن التيار الشيوعي العالمي الثوري يدعو لربط الثورة العراقية مع نضال الإخوة و الأخوات في فلسطين و سوريا و الأردن و اليمن و إيران ….إلخ من أجل انتفاضة موحدة في الشرق الأوسط.
الثاني عشر: أما الأهم من ذلك فإن على الشيوعيين أن يطوروا بنية الحزب الثوري محلياً و عالمياً. فقط حزب من هذا النوع يمكنه تأمين القيادة الضرورية لتلك النضالات و هو الوحيد الذي بإمكانه أيضاً إيصال البرنامج الشيوعي للجماهير. لذلك فإن المهمة الأساسية لجميع القوى الثورية المتماسكة هي التركيز على بناء حزب مماثل. إن التيار العالمي الثوري الشيوعي يحث جميع الثوريين في العراق على تأسيس هكذا حزب.