لأجل عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وبيوتهم!
الحل الوحيد – ثورة اشتراكية!
أخذت مجموعة “زوخروت” نتذكر، حركة أبناء البلد وغيرها من الحركات على عاتقها طيلة سنوات القيام بعمل عظيم يليق بالنكبة. تنظيم فعاليات الاحتجاج وتخليد شهداء النكبة: السلب، السطو والطرد كلها أدى إلى قيام دولة إسرائيل.خاصة عندما تحظر دولة إسرائيل اليوم إحياء النكبة، بمحاولة للطمس تمامًا من الوعي والذاكرة عملية الطرد عام 1948.ومع ذلك فإننا ننتقد وبشدة، ونشجب وبحدة، الحظر الذي فرضه المنظمون على رفع شعارات ورموز حزبية. ونقول بأن النضال لتطبيق الحقوق الديمقراطية للشعب الفلسطيني لتحديد هويته، لا يمكنه أن يسمح لنفسه بتجاهل الحقوق الديمقراطية للجماهير الفلسطينية التي ترغب برفع أعلامها وإطلاق هتافاتها كما يحلو لها. وإن ساحة النضال السياسية، والتي هي انعكاس لنضال طبقي، لأن إعلان الموقف الحيادي يعني فعلا دعم القوي ضد الضعيف.
إن سلب وهدم القرى الفلسطينية، كما هو معلوم، قد بدأ قبل عام 19471948 ولا يزال مستمرًا إلى اليوم. لم يكن بالإمكان إقامة دولة إسرائيل بدون النكبة. كما يستحيل أن تسمح إسرائيل للاجئين الذين طردتهم بالعودة إلى وطنهم، لأنه إذا عاد اللاجئون الفلسطينيون فسيصبحون أغلبية في بلادهم واليهود أقلية. إن أي اتفاق لأي هيئة كالسلطة الفلسطينية يعقد مع إسرائيل، حيث تتنازل فيه وتتخلى عن حق عودة اللاجئين يعتبر خيانة للشعب الفلسطيني وحقه بتقرير مصيره على كامل أرضه. وإن اتفاقًا كهذا لن يصمد في وجه مقاومة جماهير الشعب الفلسطيني وخاصة اللاجئين.
إن إسرائيل، وعلى ما يبدو، مستعدة للسماح بإقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح، على جزء من المناطق التي احتلتها عام 67. والحديث عن دولة “بانتوستان” بحيث تقرر الدولة الصهيونية سياستها الخارجية. وهذا ليس إلا سخرية منحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
إن إسرائيل دولة إمبريالية مضطهِدة، مجتمع الاستعمار الاستيطاني الذي سلب الأرض كلها. ولذا فهي تشكل مكيدة فتاكة لليهود الذين يعيشون فيها، وحتى أنها تعرض سائر اليهود في العالم للخطر حيثما وجدوا. لا يوجد مكان آخر في العالم يعيش فيه اليهود برعب مستمر كاليهود في إسرائيل، وذلك لأنهم يحتلون ويسلبون. ولذا فهم يدعمون الجرائم التي تقترف ضد الفلسطينيين خاصة والعرب عامة، بهدف الحفاظ على دولتهم الإمبريالية التي يعتبرونها حماية لامتيازاتهم. وإننا نقول جهرًا: كل يهودي يعيش في البلاد يتمتع مباشرة من الامتيازات الناجمة عن سلب الأراضي للشعب الفلسطيني.
إننا نحيي ذكرى النكبة هذا العام في ظل التطورات التي تجري في المنطقة كلها، وإنشاء حركة ثورية ضد سلطان الطغيان والطغاة، لكن معظم السكان اليهود في الدولة، بدلا من الانضمام إلى حملات الاحتجاج الجماهيرية لإجراء التغييرات الثورية، فإن الهلع ينتابهم. وهم بذلك يؤكدون ما نقوله: إنهم يفتقرون إلى عوامل التغييرات الثورية الجماهيرية، بل أفراد شجعان فقط.
إننا ندرك أنه من بين الذين ضد السياسة العنصرية للدولة الصهيونية يتواجد صهاينة يؤيدون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أوطانهم. لكن الطريق إلى جهنم تزينها النوايا الحسنة. وإننا نقول إنه بدون كفاح ضد الدولة الصهيونية ذاتها فبوسع الفلسطينيين إحراز انتصارات طفيفة في كفاحات كهذه وسواها، ولكنهم لن يتحرروا من الاضطهاد العنصري. إننا ندعو الصهاينة الذين يؤيدون النضال لتطبيق معارضتهم للعنصرية بشكل متواصل، وإعادة النظر في مواقفهم مجددًا، وان يدركوا أن الدولة التي تريد ضمان أغلبية يهودية داخل حدودها هي دولة عنصرية بطبيعتها.
إننا نحذر كذلك من النوايا الطيبة للذين ينكرون الصهيونية كأيديولوجية، لكنهم يعرضون حلولاً لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين في نطاق دولة “ديمقراطية” رأسمالية واحدة، أي دولة برجوازية. وإن قبلنا أو لم نقبل بتوفر الأمل لتحقيق حلول كهذه، فإنه لن تسود دولة كهذه إلا دكتاتورية أصحاب رؤوس الأموال، وستعيش الغالبية الساحقة للفلسطينيين تحت القمع بصورة مشابهة لما حل بالسود في جنوب أفريقيا، خاصة بعد زوال سياسة الابارتيد.
إن الرابطة الاشتراكية الأممية هي تنظيم شيوعي ثوري. وإننا نؤمن بأن السبيل الوحيد لتحرير الشعب الفلسطيني هو بنضال العمال والمضطهَدين ضد كل الطغاة الرأسماليين الذين يحكمون منطقتنا، هذا النضال الذي سيؤدي إلى الثورات الاشتراكية والتي ستقود الطبقة العاملة إلى السلطة. ومن وجهة النظر هذه، ثمة دور قيادي ومركزي لطبقة العمال العرب. وكما لاحظنا في مصر وتونس، حيث أُسقط الطغاة، بينما بقيت طبقة العمال ضعيفة في دول كسوريا وليبيا، فإن الطغاة لا زالوا بصمودهم ويمارسون المجازر ضد الشعب للاحتفاظ بالسلطة.
ومع كل الأسف والألم، فإننا ندرك أن الجماهير الفلسطينية لوحدها لا تتمتع بالقوة الكافية لتنتصر على الدولة الصهيونية. ولكن نضالاتها البطولية شكلت على مدى سنوات طويلة مثالاً لجماهير المنطقة، وهي ستتيح لها الانخراط كقوة قيادية في النضال الثوري الحالي. وإذا انتصرت الطبقة العاملة، فإن هذا النصر سيؤدي في نطاق الثورة الاشتراكية في المنطقة، إلى قيام دولة عمال فلسطينية من البحر حتى النهر (الأردن). وسيتوفر فيها المكان اللائق لليهود الذين يرغبون بالعيش في هذه البلاد بدون تمييز. كما أن نصرًا كهذا قد يقنع يهودًا كثيرين بأن مصالحهم تتوفر بإلقاء مكيدة الموت الصهيونية والالتحاق بالنضال الجماهيري في المنطقة.
ولذا فإن الطبقة العاملة بأمس الحاجة إلى قيادة ثورية خاصة بها. وإن كنت تدركين الحاجة لهذه القيادة فانضمي إلينا وقدمي لنا المساعدة لبنائها!
ليتوقف السلب المتواصل للفلسطينيين مواطني وسكان إسرائيل!
لأجل حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم وأرضهم!
لأجل كفاح أوسع ضد العنصرية!
لأجل دولة عمال فلسطينية من البحر إلى النهر كجزء من اتحاد اشتراكي في الشرق الأوسط!