عاش الأول من أيار!
عاشت الثورة الاشتراكية العالمية!
إن الثورات التي وقعت في الأشهر الأخيرة في العالم العربي، كانت بمثابة المسمار الأخير في نعش الادعاء بأن انهيار المعسكر السوفياتي دل على الانتصار النهائي للرأسمالية. وإن المفكرين الرأسماليين، والذين كان دورهم خلال العقدين الأخيرين بإقناع الشعوب بضرورة التسليم بالنهج الرأسمالي، يمكنهم لجم ألسنتهم في أفواههم. ولكن كثيرين في اليسار، وحتى اليسار المتطرف، أنكروا بسخرية، إمكانية عودة الطبقة العمالية إلى الثورة. وتدل الأحداث في الآونة الأخيرة على أن العدالة كانت دائمًا إلى جانب الذين استمروا يؤمنون بالثورة الاشتراكية.
بدأت الثورات في العالم العربي إزاء أزمة عالمية أخرى للرأسمالية، ولم يأت هذا التوقيت صدفة: إن الثورات هي مرحلة أخرى في هذه الأزمة، والتي تبدأ من أزمة قيادية للطبقة الحاكمة، وتستمر بمحاولات الجماهير في العثور على قيادات بديلة لها. ولأسفنا لم تعثر على قيادة كهذه حتى الآن. وبالنتيجة فإن الزعماء الجدد الذين عينتهم الثورة سرعان ما تحولوا إلى قمع المظاهرات والجماهير التي انتظرت رؤية التغيير كحقيقة بعد النصر على الطغاة.
تكافح الطبقة العاملة في مصر منذ سنوات ضد نظام الرئيس مبارك المؤيد للغرب. بينما كافح عمال النسيج في المحلة كفاحًا متواصلا ضد الخصخصة والضربات الاقتصادية الأخرى التي فرضها المشغلون عليهم. لم يتطرق النضال إلى المواضيع الاقتصادية فحسب، بل سرعان ما أدرك العمال أنه لأجل مكافحة المشغلين ينبغي أن يكافحوا ضد النظام الرأسمالي الذي يدعم هؤلاء المشغلين. ووجد العمال أنفسهم يقاومون الشرطة في الشوارع ويتظاهرون ضد تعاون النظام مع الذين يضطهدون الفلسطينيين في غزة.
الدفعة المعنوية الهامة التي تلقاها المناضلون في مصر وصلت من تونس، عندما أسقطت الطبقة العاملة الطاغية الفاسد بن علي، صديق الأمريكيين وإسرائيل، عن السلطة. وأدى هذا الحدث إلى تنامي الحركة الشعبية التي نراها اليوم في مصر، والتي أشعلت بدورها الشرق الأوسط برمته. ويبدو أن هذه الحركة لن تبقي أي دولة دون اجتياح: فقد وقعت أحداث مشابهة في ليبيا، المغرب، الجزائر، الأردن، لبنان، سوريا، البحرين واليمن. وفعلا، يبدو أن الدولة الوحيدة التي لم تقع فيها أي أحداث ثورية هي إسرائيل.
سبب ذلك واضح، لأن إسرائيل هي دولة رأسمالية، والطبقة العاملة مستغَلة لإثراء الطبقة الرأسمالية. كما أنها دولة إمبريالية ذات دور مركزي في قمع شعوب الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين. ولكنها تختلف عن سائر الدول الرأسمالية في المنطقة والدول الإمبريالية في الغرب، فإن إسرائيل هي مجموعة مستوطنين استعماريين، حيث اليهود، وضمنهم العمال اليهود، يتلقون امتيازات ناتجة عن سلب مباشر للأراضي الفلسطينية. وتؤدي هذه الامتيازات إلى تعاطف معظم العمال اليهود مع الدولة، بدلا من التعاطف مع أشقائهم في النضال والذين يقاومون اليوم الرأسمالية والإمبريالية.
ولا يستطيع الرأسماليون، ولا حتى في إسرائيل، وأد الثورة الاشتراكية. إن هستيريا الأنظمة الحاكمة في مواجهة الحركة المتعاظمة في العالم العربي تدل على خشيتها من فقدان السيطرة في المنطقة، وفقدان السيطرة داخل إسرائيل. وتفسر هذه الهستيريا سبب ازدياد القمع في إسرائيل، والمتمثل في التشريع العنصري والرجعي والهادف إلى إسكات أي صوت يقاوم الاضطهاد الاستعماري – الصهيوني.
إن دور الثوريين في الشرق الأوسط في هذه المرحلة هو المشاركة في الحركة الثورية، والتوضيح للعمال أهمية خلق قيادة خاصة بهم لتبديل الطغاة القدامى والزعماء الظالمين الجدد. كما أن دور الثوريين هو في تجنيد الطبقة العاملة الفلسطينية لصالح هذه الثورة، ومحاولة التجنيد إلى صفوفها أكبر عدد من العمال اليهود، لكي يدركوا أن إسرائيل هي شرك مميت لهم، وان مستقبلهم هو في دولة فلسطينية ثورية، يمكن للعرب واليهود أن تعيشوا فيها بمساواة تامة.
عاشت الثورة الاشتراكية!
لأجل إقامة حزب ثوري لطبقة العمال في الشرق الأوسط والعالم كله!
لأجل دولة عمال فلسطينية، من البحر إلى النهر!
لأجل اتحاد اشتراكي في الشرق الأوسط!