حقائق أم أكاذيب ؟ – رد الرابطة الاشتراكية الاممية (ISL) على اتهامات اللجنة من اجل اممية العمال (CWI) بأن كذبت بشأن مجموعتها الإسرائيلية

الرابع والعشرون من أغسطس، 2011

في بياننا الأخير بخصوص حركة الاحتجاج الإسرائيلية على أسعار الإسكان، قامت ال-ISL بتوجيه انتقادات حادة للدور الذي لعبته جماعة نضال اشتراكي (مافاك سوتسياليستي)، المجموعة الإسرائيلية التابعة ل-CWI. اتهمنا مافاك بأنها “استسلمت للنظرة القومية الصهيونية الضيقة لحركة ‘العدالة الاجتماعية للإسرائيليين’.” وكرد فعل، اندفع انصار CWI للدفاع عن رفاقهم، واتهمونا بالخسة والكذب المفضوح عن رفاقهم.

إن الرفاق في CWI معذورون في اندفاعهم للهجوم على بياننا. إن من واجب الرفاق الدفاع عن زملائهم في حال الهجوم عليهم، خاصة عندما يعتقدون أن الاتهامات الموجهة لهم كاذبة. ومن المفهوم أن يكون عند أنصار CWI حساسية خاصة لاتهام رفاقهم بالاستسلام للشوفينيةالصهيونية، خاصة وأن نضال الجماهير الفلسطينية ضد القمع قد اكتسب تعاطف كل الثوريين حول العالم. ولكن عندما تدافع عن رفاقك، لابد أن يبنى دفاعك على حقائق مثبتة ، وهنا سنعرض بالدليل وبالصور أن الحقيقة تقف إلى جانبنا في انتقاداتنا لمافاك.

وعندما ندفع عن انفسنا تهمة الكذب، لن نندفع في إدانة الرفاق في CWI؛ فهم معذورون في اعتقادهم أن مواقف رفاقهم في مافاك في الدفاع عن الفلسطينيين ثابتة وهو ما يخالف الحقيقة. فبيانات مافاك المنشورة على الموقع الإنجليزي لCWI تظهر تضامنا كاملا مع الفلسطينيين ضد الصهيونية، لذا فمن المتوقع أن يعتقد الرفاق في لجنة العمال أن نفس البيانات تظهر على الموقع الإسرائيلي لمافاك، وكيف لهم أن يدركوا الفرق إذا كانوا لا يقرؤون العبرية أو العربية؟ أدناه، سنعقد هذه المقارنة بالنيابة عنهم وسنكشف الحقيقة. وحتى الرفاق المجيدون للعربية داخل إسرائيل فلسطين معذورون في اعتقادهم أن مافاك لا يساومون في قضية تحرير فلسطين خلافًا للواقع ما لم يراجعوا بيانات مافاك. سنقوم بالمراجعة بالنيابة عنهم أيضا.

ولكن في البداية، هل كان ما قالته الISL “كذبًا مفضوحًا”؟

هذا ما كتبناه:

“استسلمت مافاك للنظرة القومية الصهيونية الضيقة لحركة ‘العدالة الاجتماعية للإسرائيليين’، ولم تنقد غياب الدفاع عن الفلسطينيين عن الحركة. وبياناتها عن النضال تستخدم كلمات مبهمة عن معارضة العنصرية وتتفادى اتخاذ مواقف محددة ضد الهجمات على الفلسطينيين وعلى حقوقهم… وبينما احتوى الإصدار الخاص لصحيفتهم على مقال يحتل صفحة كاملة عن المظاهرات المحتجة على ارتفاع أسعار الإسكان في إسرائيل، لم يجد أي مقال يدافع عن الفلسطينيين أي مكان في هذا الإصدار.”

لم يقدم أنصار CWI أي اقتباس يوضح انتقاد مافاك للحركة لغياب الدفاع عن الفلسطينيين عنها. بل لم يدع أحد أن هذا النقد موجود أصلا.

وماذا عن الجريدة الخاصة التي أصدرتها مافاك عن مظاهرات أسعار الإسكان؟ نعرض لكم أدناه صورا لصفحاتها الثماني. وبإمكان القراء تحميل الجريدة من هنا. وفي صفحات الجريدة الثماني، بينما احتل مقال عن أسعار الإسكان في إسرائيل في الصفحة الثالثة صفحة كاملة ، وتم نشر بيان بخصوص المزارعين الرأسماليين الإسرائيليين وحاجتهم للحماية من المنافسة الخارجية، لم ينشر مقال واحد يدافع عن حقوق الفلسطينيين. يا للعار!

في الواقع، كان من الممكن أن يكون انتقادنا لإصدار مافاك عن “مدينة الخيام” أكثر حدة. فعلى سبيل المثال، لم نشر مقال بامتداد صفحتين ابتداءً من الصفحة الرابعة بعنوان “من تونس إلى سوريا: النضال مستمر ضد الدكتاتورية”، وفي هذا المقال نقرأ عن ثورة الجماهير التونسية ضد مستبديهم، وثورة الجماهير المصرية ضد مستبديهم، وثورة الجماهير السورية ضد مستبديهم؛ ولكن لم يذكر نضال الجماهير الفلسطينية ضد الاستبداد الإسرائيلي! نحن نتحدث بجدية! إن الجهود التي بذلتها مافاك لتفادي إيذاء المشاعر الصهيونية لمتظاهري “مدينة الخيام” تثير الضحك والاشمئزاز معا.

نكرر، في الصفحات الثماني للجريدة التي نشرتها مافاك بخصوص حركة الاحتجاج على أسعار الإسكان في إسرائيل، لم تشر مافاك ولو مرة إلى الحملة الصهيونية المستمرة لإخلاء الفلسطينيين وهدم بيوتهم وتطهيرهم عرقيًا في يافا والشيخ جراح والجليل والنقب. لم تذكر ذلك نهائيًّا.

ربما خشيت مافاك أن تفسد مقالة عن محنة الفلسطينيين الشكل العصري لجريدتهم. وبدلا من صورة ظريفة لخيمة صغيرة على جميع صفحات الجريدة، سيضطرون لوضع صورة لمنزل تهدمه جرافة مدرعة ودماء الفلسطينيين تسيل حولها. هل خشوا أن يفسدوا شهية من يقرأ عن أزمة الإسكان؟ ربما.

ونحن، الISL ليس من طبعنا الغيرة التافهة التي تمارسها بعض منظمات اليسار التي ترفض الاعتراف بمجهودات غيرها. فمثلا، رغم اختلافاتنا السياسية مع الأناركيين، لا نتردد في تحية المجهودات الشجاعة لجماعة “أناركيين ضد الجدار” في مدينة الخيام منذ البداية. لقد رفعوالافتة ضد جدار الفصل العنصري الصهيوني، والتي تم إزالتها فورا. لقد أقاموا معرضا لمحنة الفلسطينيين، والذي تم تدميره سريعا. وعندمانصبوا “خيمة 1948” لنشر الوعي عن قمع الفلسطينيين، تم الاعتداء على من فيها بالضرب! تحية لهؤلاء الرفاق الشجعان!

ولنكون منصفين مع مافاك، رفض أعضاؤها مؤخرا في مظاهرة في تل أبيب في العشرين من أغسطس التزام الصمت حدادا على من سقطوا ضحايا في اشتباكات بين مسلحين فلسطينين والجيش الإسرائيلي، بل رفعوا هتافات مثل “في إسرائيل والأراضي المحتلة، الشعب يريد عدالة اجتماعية” و”الحل لإنهاء الحرب ا- لـ – ـثـ – ـو – ر – ة” و”لا لحرب تنهي المظاهرات” و”لا سلام بدون رعاية اجتماعية – أسقطوا الحكومة”، وكانت النتيجة رفض عارم واعتداء جسدي.

نحن نحيي شجاعتهم وندين هذه الاعتداءات، ولكن نلاحظ هنا أن وجهة نظرهم بأن الطبقة العاملة الإسرائيلية من الممكن استقطابها نحو ثورة اشتراكية – أو أن ذلك ممكن على أساس اقتصادي – منفصلة عن الواقع تماما وتجعلهم معرضين لمثل هذه الاعتداءات.

ليس لدينا أدنى شك أن الكثير من أعضاء مافاك لديهم تعاطف حقيقي مع الفلسطينيين، وهذا يعني أن أعضاء مافاك لديهم استعداد للانضمام إلى نضال الفلسطينيين من أجل الحرية، ولكن قادة مافاك وبرنامجهم يحولون دون تحقق ذلك. لم تنفصل مافاك عن الفكر الصهيوني حيث أنها تصر على حق إقامة “دولة إسرائيل الاشتراكية” على الأراضي المغتصبة من الفلسطينيين. ولا يمكن إنكار أن هذا هو ما أدى إلى الاستسلامللشوفينية الصهيونية، كما ظهر في إصدارهم الخاص بـ”مدينة الخيام”.

وفي نفس الوقت، لا يمكن ان تعتبر مافاك نفسها اشتراكية ما لم تعارض بعض أوجه قمع الشعب الفلسطيني بعض الوقت. لقد نادت مافاكبمعارضة العنصرية وإنهاء “الاحتلال”. ولكن لم يحددوا أي شكل من العنصرية يعارضون وأي نوع من الاحتلال يريدون إنهاه وكيف. ومادام ملء هذه الفراغات متروك للقارئ الإسرائيلي، من الأهمية بمكان أن نفهم وجهة النظر الإسرائيلية الحالية تجاه تلك القضايا.

مثلا، نرى الكثير من المتظاهرين الإسرائيليين حاليا يريدون إنهاء احتلال غزة والضفة الغربية، ولكن ليس لأنهم متعاطفين مع الفلسطينيين، ولكن لأنهم يرون أن الاحتلال باهظ التكاليف ويريدون لهذ الأموال أن تنفق في الداخل الإسرائيلي. وهذا ليس موقفا في صف الفلسطينيين، ولكنه يكاد يكون مظهرا مرضيا من الأنانية الصهيونية متنكرة في زي مناصرة الفلسطينيين. كما يرى كثير من المتظاهرين أن على إسرائيل أن تكتفي بالأراضي التي اغتصبتها من الفلسطينيين قبل حرب 1967. وهذا أيضا ليس موقفا في صف الفلسطينيين، بل موقف مستعمر سئم من القتال. إن مطالبة مافاك بإنهاء الاحتلال وإقامة “دولة إسرائيل الاشتراكية” تشجع هذه النزعات وتعطيها غطاءً “اشتراكيًّا”.

وبالمثل، معظم الصهاينة يناهضون العنصرية وقوانينها ما بقي السؤال مجردًا. من المتوقع أن يعارض أغلب الإسرائيليين القوانين العنصرية الموجهة ضد اليهود، كعزل اليهود السفرديم الأرثوذكس “القادمين من جنوب أوروبا والشرق الأوسط” في التعليم، وهو ما يفرضه الحاخاماتالأشكيناز الأرثوذكس “القادمون من شرق وغرب أوروبا”. وسيعارض البعض المشروع العنصري لجعل إسرائيل دولة يهودية رسميا – مادام غير اليهود سيمنعون من أن يكونوا أغلبية.

ولكن ماذا عن القوانين العنصرية التي تعتبر الركيزة الأساسية لدولة إسرائيل؟ سيقسم الصهاينة أنهم ضد العنصرية بينما يدافعون عن “قانون العودة” العنصري المعادي للفلسطينيين والذي يعتمد وجود إسرائيل نفسها عليه، والذي يعطي اليهود حول العالم الحق في اغتصاب الأراضي الفلسطينية، حتى ولو كانوا قبيلة من بيرو تهوّدت مؤخرًا “حدث بالفعل”. وسيقسم الصهاينة أنهم ليسوا عنصريين بينما ينكرون حق العودة للفلسطينيين وأبنائهم الذين تم تطهيرهم عرقيا عند إنشاء دولة إسرائيل. أي أن الصهاينة يعلنون أنهم ضد العنصرية طالما يتعامون عن الطبيعة العنصرية لفكرة دولة إسرائيل.

للأسف، يبقى الرفاق في مافاك محصورين في الرؤية الصهيونية. ورغم غياب ذلك عن برنامجهم، تعترف مافاك أحيانا بحق العودة للفلسطينيين. ولكنهم يصرون على حق إسرائيل في الوجود ويتجاهلون انه في حالة اكتساب الفلسطينيين وأبنائهم الذين هجّروا من بلادهم على يد الصهاينة مؤسسي دولة إسرائيل لحق العودة، سيكونون أغلبية ساحقة من النهر إلى البحر، على كل أراضي فلسطين التاريخية. وهذا يعني أن إسرائيل لن تستمر في الوجود إلا عن طريق حكم الأقلية العنصرية. على الأقل تدرك بعض المنظمات الإصلاحية التي تخلت عن القضيةكحداش – واجهة الحزب الشيوعي الإسرائيلي- هذا التناقض، ويحاولون التلميح أنهم وإن كانوا مع حق العودة “من حيث المبدأ”، فإن سيتخلون عنه عند التطبيق. مافاك لا تتعامل مطالب الشعب الفلسطيني بجدية، بل يناور قادتها ويتلاعبون بحقوق ونضال الفلسطينيين.

كما أوضحنا أعلاه، فإن مناورات مافاك حول نضال الشعب الفلسطيني تخدع مشاهديها حول العالم وهذا يفسر دفاع الرفاق في CWIالحماسي – وإن كان خاطئا – عنهم ضد انتقاداتنا. فعلى سبيل المثال، لنراجع تغطية مافاك الإعلامية للمظاهرات الفلسطينية في ذكرى النكبة هذا العام على موقع الدولي لCWI.

إن ذكرى النكبة من أهم أيام السنة عند الفلسطينيين، لأنه يخلّد ويدين طرد الفلسطينيين وتطهيرهم عرقيًّا أثناء تأسيس دولة إسرائيل. في العام الحالي، زحف الفلسطينيون على الحدود الإسرائيلية من لبنان وسوريا ومصر، فواجهتهم قوات الاحتلال بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. بالإمكان قراءة منشورات الISL في ذكرى النكبة في العام الحالي بالعربية والعبرية والإنجليزية على موقعنا ، كما أن تقريرا عن مشاركتنا كتبه يوسي شوارتز عضو الISL متواجد على موقع الرابطة من اجل الحزب الثوري: www.lrp-cofi.org/statements/yossi_nakba_day_2011.html . وهذه الأحداث موصوفة بشكل مرضٍ في مقال لشاحر بن حورين من مافاكويان كوالسكي من CWI بعنوان “يوم النكبة يشعل مظاهرات حاشدة” وموجود على الموقع الإنجليزي لCWI. ورغم أن المقال ينتهي بالمطلب البائس بحل إقامة دولتين، إلا أنه ينادي بالحق الأصيل بالعودة للفلسطينيين ويدين “قانون العودة” الصهيوني. وكان المقال مزينا بالعديد من الصور الرائعة لفلسطينيين يقاتلون الدولة الصهيونية، بل وصل المقال إلى الجزم بأن الفلسطينيين “لهم حق الدفاع عن أنفسهم بالنضال المسلح”!

والآن لنراجع تغطية المظاهرات الفلسطينية العارمة يوم النكبة على موقع مافاك في إسرائيل:

.

.

.

.

هذا صحيح: لا يوجد شيء! لم تنطق مافاك بكلمة واحدة عن مظاهرات يوم النكبة، لا بالعبرية ولا بالعربية.

يا للعار!

أيها الرفاق في CWI، هل تصدقوننا الآن عندما نخبركم أن مافاك تناور وتتلاعب بالنضال الفلسطيني؟ ربما توصلتم إلى أن مناورة مافاكتصل إلى حد الهروب.

من الصعب تفسير التفاوت بين ما تنشره مافاك داخل إسرائيل وما ينشر باسمها على الموقع الدولي لCWI، إلا بافتراض أن قادة CWIيحتالون على الجمهور اليساري حول العالم. لقد تورط قادة لجنة العمال في عمليات تزوير أفظع من ذلك من قبل. وقد اعتدنا عند مشاركتنا في المظاهرات في إسرائيل أن نجد اعضاء مافاك يوزعون منشورات بالعربية، ومنشورات أخرى عبرية على اليهود مختلفة تمام الاختلاف وذات خطاب أقل انحيازا للفلسطينيين. ولكن بإمكان مافاك أن تفنّد روايتنا: قوموا بترجمة مقالكم الإنجليزي المنشور يوم النكبة إلى العبرية والعربية وانشروه فورا على موقعكم الرسمي وفي جريدتكم أو مجلتكم القادمة.

ولكن الرفاق في CWI قد يحتجون بأن عدم نشر الرفاق في مافاك المقال يوم النكبة على موقعهم خطأ غير مقبول، وإصداهم في “مدينة الخيام” رديء، ولكن ذلك لا يعني أن مافاك ليست في صف الفلسطينيين! فعلى سبيل المثال، هناك فيديو على يوتيوب لرفيقة في CWI تلقي خطابا في حركة الاحتجاج على أسعار الإسكان في إسرائيل تعارض فيه التمييز ضد الفلسطينيين وهدم بيوتهم، كما تعارض فيه الاحتلال. يمكنكممشاهدته هنا: www.youtube.com/watch?v=HNXJb8X6xQU

نحن نؤيد ما تفعله مافاك لدعم الفلسطينيين ونشجعهم على الاستمرار. ولكن لابد أن نؤكد أن هذا لا يتعارض ما قلناه عن الحركة، أنهم لم ينتقدوا سيطرة الشوفينينة الصهيونية على حركة ‘العدالة الاجتماعية للإسرائيليين’؛ والدور الذي قامت به مافاك لعرض بعض الشؤون الفلسطينية كانت متوافقة مع رؤية قادة حركة “مدينة الخيام”. وكما وضحنا في بياننا: “بعد أسابيع من تجاهل ذكر أي شيء عن الفلسطينيين، شعر قادة “مدينة الخيام” بالحرج من العنصرية الواضحة في الحركة فبدؤوا في دعوة بعض المناصرين المعتدلين للفلسطينيين للحديث على منصتهم. فدعوا يودا بشارات عضو حداش للتحدث في مظاهرات تل أبيب الحاشدة، وبعد أسبوع دعوا سهير داكسا عضوة مافاك للتحدث إلى مظاهرات حيفا، حيث لم تكن النزعة الصهيونية مسيطرة على المتظاهرين كما كانت في تل أبيب. هناك، طرحت الرفيقة أسئلة حول هدم البيوت والتمييز ضد الفلسطينين الحاجة لإنهاء “الاحتلال”، ولكنها وضحت أنها ليست ضد المشروع الصهيوني، بل تعبر عن جناحه اليساري، حيث ختمت خطابها – بلا داعي – بهتاف وطني يقول أن إسرائيل “دولة للعمال، وليست للعبيد، ولن نكون عبيدا! سنقود هذه الدولة، وسننهي الصراع!” – ولم تذكر جدار الفصل العنصري أو الحصار الذي يجوّع غزة أو حق اللاجئين في العودة.

بعد أن ذكرت داكسا بعض حقوق الفلسطينيين، أتبعت ذلك بالتصور السخيف أن دولة إسرائيل الصهيونية سيحكمها العمال، وهذا يكشف فوضى التناقضات التي تقع فيها مافاك عندما تتحدث عن حقوق الفلسطينيين. فلا عجب أنهم يتفادون الحديث عن قمع الفلسطينيين. ولنبين أن إثبات مناورات مافاك وتلاعبها بالنضال الفلسطيني ووجود توجه خاص لهم لا يحتاج إلى الكثير من البحث، لنراجع ما كتبته داكسا مؤخرا. عندما بدأ فلسطينيون من أم الفحم في نصب خيام للانضمام للحركة، دخلت داكسا إلى صفحتهم على الفيس بوك وكتبت لهم بالعربية والعبربة(أرفقنا صورة أدناه لما كتبته). هذا ما كتبته بالعربية:

“إن وحدة العمال اجتماعية وسياسية، وبها سننزع شرعية هذه الدولة، وبرنامجنا كحركة يسعى لتأسيس مجتمع اشتراكي جديد على هذه الأرض من النهر إلى البحر”

إن الفلسطينيين الذين قرؤوا هذا الوصف لـ”مجتمع اشتراكي جديد على هذه الأرض من النهر إلى البحر” صدموا بلا شك عندما قرؤوا ما كتبته داكسا بالعبرية على نفس الصفحة والمختلف تمام الاختلاف، حيث ذكرت اتحاد فيدرالي مستقبلي لدول اشتراكية بين النهر والبحر، ومنها دولة إسرائيلية:

“إن مافاك تسعى لإقامة اتحاد فيدرالي اشتراكي في الشرق الأوسط وتؤمن بحق العودة للاجئين! إن إقامة دولة فلسطينية اشتراكية مستقلة بجانب دولة إسرائيل الاشتراكية الديموقراطية – وليست اشتراكية يهودية – كجزء من اتحاد فيدرالي؛ هو الحل.”

على الأقل تم الاعتراف صراحة – هذه المرة – بحق العودة. ولكن إعلان ذلك على صفحة على الفيس بوك بعيد كل البعد عن موقف ثابت يدافع عن حقوق الفلسطينيين. كما أن إمكانية وجود دولة إسرائيلية ديموقراطية فيها أغلبية فلسطينية ساحقة بعد عودة اللاجئين تستعصي على الإجابة.

لم نتسرع في إدانة الرفاق في CWI بل التمسنا لهم العذر في اعتقادهم أن موقف مافاك ثابت في الدفاع عن الفلسطينيين. ونتفهم موقف الرفيقة داكسا، فمن الصعب أن تخاطب الفلسطينيين وفي نفس الوقت ترفض أن تعرض الرؤية التي تطمح لتحريرهم بالكامل من القمع الصهيوني من النهر إلى البحر. ولكنها مخطئة لو اعتقدت أن المساومة في النضال تمت للماركسية أو التروتسكية بصلة.

إن فكر ماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي يصر على وحدة الطبقة العاملة عبر محاولات التقسيم القومية او العرقية، وهذا يتحقق فقط عن طريق تضامن غير قابل للمساومة مع حقوق المقهورين. إن الاشتراكية الأممية ملتزمة بهذا. وبخصوص القمع الإسرائيلي للفلسطينيين، نحن لا نعترف بحق إسرائيل في الوجود من الأساس لأن هذا لا يعني إلا استمرار قمع الشعب الفلسطيني إلى ما لا نهاية. إننا نناضل من اجل دولة عمال فلسطينية من النهر إلى البحر حيث يحق لليهود العيش بلا تمييز عرقي او ديني. وبخلاف رؤية مافاك وCWI، فإننا لا نتردد في الدفاع عن دولة تستطيع فيها الجماهير المقهورة من تحقيق طموحاتها الديموقراطية والوطنية بدون عوائق. فهذا هو الفكر التروتسكي، فكما قالتروتسكي نفسه في الحالة المماثلة لدولة المستوطنات الاستعمارية الجنوب أفريقية:

“إن ثلاثة أرباع سكان جنوب أفريقيا (ستة ملايين من ثمانية ملايين) غير أوروبيين. ولا يمكن التفكير في ثورة ناجحة بدون استنهاض الجماهير من السكان الأصليين، وهذا سيمنحهم ما يفتقدونه اليوم: الثقة في قوتهم، الزيادة في وعيهم الذاتي، والنمو في ثقافتهم. وتحت هذه الظروف، ستبزغ الجمهورية الجنوب أفريقية كجمهورية “سوداء”؛ وهذا لا يعني انتفاء المساواة التامة مع البيض أو العلاقة الاخوية بين العرقين (وهذا يعتمد بالأساس على كيفية تصرف البيض). ولكن من الواضح أن أغلبية السكان المتحررون من الاستعباد، سيتركون أثرا واضحا على ملامح الدولة.”

إن أي ثورة ناجحة لن تغير بشكل جذري العلاقة بين الطبقات وحسب، بل العلاقة بين الأعراق أيضا، وستضمن أن مكانة السود في الدولة ستتناسب مع عددهم، فلا شك أن الثورة في جنوب أفريقيا ستتخذ طابعا وطنيا. ليس لدينا أي مبرر أن نتجاهل أن نقل من أهمية هذا الجانب من الموضوع. بالعكس، على الحزب العمالي أن يواجه الجانب القومي والعرقي من المشكلة ليس فقط بالأقوال بل بالأفعال أيضا.”

نقول للرفاق في CWI: لم يفت أوان انضمامكم للفكر الثوري التروتسكي، والذي يهدف إلى تحرير المقهورين غير المشروط، وشعاره: واجه، وقل الحقيقة للطبقة العاملة!

ليس لديكم ما تخسروه سوى أغلالكم.

تحياتنا، الISL

Leave a Comment

Scroll to Top