منشور يوم الارض ال-34 – اذار 2010

عاش يوم الارض – يوم احتجاج ضد الاستعمار الصهيوني!

هذا العام نحيي يوم الأرض في فترة معاناة كبيرة لجماهير الشعب الفلسطيني ، لكنها أيضا فترة آمال كبيرة. الآلة العسكرية الإسرائيلية ضُربت في لبنان وفي غزة ، ولهذا السبب نفّذت إسرائيل حادثة القتل المخزية في حق قائد حماس المبحوح في دبي. وفي الوقت ذاته ، الدولة الصهيونية تستمر في سرقة الأراضي الفلسطينية ، وتعمل على التقليل من قيمة مواقع المسلمين المقدسة. بأعمالها هذه تكشف نفسها كدولة مستوطنين استعماريين عنصريين.

الجماهير الفلسطينية مستعدة لتمرد آخر ، لكن المشكلة هي النقص في القيادة الثورية. الرأي القائل بوجود دولة فلسطينية صغيرة رأسمالية تقوم إلى جانب إسرائيل أثبت فشله التام. بسبب إفلاس إستراتيجيتها ، حولت فتح نفسها إلى عميل للامبريالية الصهيونية والأمريكية. مؤخراً ، كَََشفت عملية تعاون أخرى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية: اثنين من نشيطي دحلان كانا متورطين في قتل المبحوح في دبي ، وهذا بعد أن تعاونت السلطة مع إسرائيل في محاولة عرقلة المحادثات حول “تقرير جولدستون” الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. حماس ، والتي تقدّم نفسها كخصم عنيد للصهيونية ، عرضت على إسرائيل وقف إطلاق نار عدة مرات ، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تضطهد الجماهير في غزة.

ولكن على الرغم من المعاناة التي تسببها ، فإن الطبقة الحاكمة لا يمكن أن تقف منتصرة. النظام الامبريالي الرأسمالي ، الذي يدعم إسرائيل كشرطي رئيسي مكلف بها في منطقتنا الغنية بالنفط ، يعاني من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الثلاثينات. انهيار الاتحاد السوفيتي هو ما ينتظر الدول الإمبريالية الأخرى. رئيس الولايات المتحدة براك أوباما الذي يكشف كوريث بوش تلقى جائزة نوبل للسلام بينما كان مستمراً في الحروب الامبريالية في العراق وأفغانستان. ويدعم الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتانياهو ، ليبرمان ، براك ويشاي الذين تكشف أعمالهم عنصرية صهيونية كل يوم ، حتى عندما تبصق في وجهه. هذا يظهر قيمة جائزة نوبل التي كان هتلر مرشح للحصول عليها.

الأزمة حركت وأثارت الطبقة العاملة في أمريكا اللاتينية والشمالية ، في أوروبا ، اسيا وأفريقيا. في منطقتنا كذلك الجماهير بادئة بإظهار القوة الثورية لديها ، في مصر رأينا مظاهرات ، اضطرابات ، احتلال منشآت صناعية. ونضال الجماهير- مثلا ، في مصنع القطن في المحالة – صراعات ضد حكم مبارك ، الذي ليس فقط يستغل الجماهير المصرية وإنما أيضا يخمد حركة التكاتف الفلسطيني ، في حين يبني جدار من الحديد المسلح حول غزة.

في ايران ، خلف حركة الاحتجاج ضد الدكتاتورية الصريحة لأحمدي نجاد هناك يقظة للطبقة العاملة ، التي تبدأ بإظهار قوّتها في نزاعات عمال الحديد في خودرو ، وعمال صناعة السيارات ، في عمليات عمال القطاع الخاص في طهران ، وفي النّضالات البطولية لسائقي سيارات الأجرة وعمال قصب السكر في هفت تبه .

الجماهير الفلسطينية وحدها لا يمكنها الإطاحة بإسرائيل ، لكنها تستطيع أن يكون لها دور مهم كطليعة حركة للعمال والفقراء في المنطقة. إذا كانت الجماهير تسيطر على الدول المجاورة لإسرائيل ، بدلاً من البرجوازيين الغادرين الذين ينشدون التعاون مع الامبريالية ، إسرائيل لا يمكنها أبداً أن تحافظ على قواها.

الرأي العالمي اليوم يميل أقل من ذي قبل لأن يقبل الدعاية الفكرية الصهيونية ، وهناك صعوبة أكبر في إسكات معارضي الصهيونية. كثيرون قد فهموا أنّ إسرائيل مجتمع مستوطن استعماري ، الناتج عن تجريد الشعب الفلسطيني من أراضيه ونفي كثير من أبنائه ، الذين أصبحوا لاجئين ، من أجل تأسيس دولة إمبريالية دورها هو قمع الجماهير العربية.

هذه الدولة هي ليست فقط عدو للجماهير العربية وإنما أيضا للجماهير اليهودية في جميع أنحاء العالم. لهذا السبب ، المطالبة بمقاطعة إسرائيل أصبحت منتشرة أكثر. نحن ندعم مقاطعة الصناعة العسكرية ، المستوطنين ومؤيديهم في العالم ، بما في ذلك محاضرون وفنانون ممن يعملون في خدمة آلية الدعاية الصهيونية. نحن نشجّع عمال العالم على مقاطعة شحنات الأسلحة من إسرائيل وإليها ، وأن يطالبوا كل الحكومات بوقف الدعم المالي لإسرائيل ، لكن نحن أيضا نعارض تكتيكات تعاقب العمال الإسرائيليين اليهود والفقراء منهم والتي تدفعهم بين أيدي حكام إسرائيل.

على مدار السنوات القادمة ، نأمل بأن نتمكن من إقناع أكبر عدد من العمال اليهود والفقراء في إسرائيل بأنّ الطريق إلى السلام هو دعم نضال الجمهور الفلسطيني ضد الدولة الصهيونية واستبدالها بدولة العمال الفلسطينيين ، التي فيها ، بعد عودة اللاجئين ، الأقلية اليهودية تستطيع أن تعيش بسلام بدون تمييز على أساس طائفي أو ديني (رغم أننا قد ننجح فقط في إقناع القليلين).

نحن ندعم كل نضال للطبقة العاملة والجماهير التي ترفع حتى مطالب جزئية على البرجوازية. لكننا في العهد نعيش فيه إذا لم يؤدي النضال إلى الإطاحة بالنظام الرأسمالي فستعكس البورجوازية وخدامها الإصلاحيون نتائج أي انتصار جزئي للجماهير. لفهم هذا علينا فقط أن نتذكر خيانة ال-ANC والحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا ، المستمرين في حماية النظام الرأسمالي حتى هذا اليوم ، على حساب الجماهير المتألمة. إسرائيل هي الأخت التوأم لنظام حكم أبارتيد والعبر المستخلصة من الصراع ضدها ينطبق هنا أيضا.

الطبقة العاملة لا يمكنها أن تفوز بدون حزب عمال دولي ثوري ، الذي يمكنه أن يأخذ الصراعات قدماً ويقود الجماهير بثورة منتصرة ، مقابل الوطنيين البرجوازيين والستالينيين. النظرية المرشدة لهذا الحزب يمكن فقط أن تكون التروتسكية- ماركسية العصر الحديث. نظرية تروتسكي “الثورة الدائمة” تعلّم بأنّ النضال من أجل تحرير وطني ومن أجل الديمقراطية يمكنه أن يكون ناجحاً فقط عندما يطيح العمال بالرأسمالية هي حتماً صحيحة بالنسبة للشرق الأوسط ، كما رأينا في العقود السابقة.

عالم اشتراكي فيه السلام والوفرة للجميع ممكن! لكن من أجل ذلك “الأممية الرابعة” ، الحزب الثوري الذي أوجده تروتسكي والذي انهار في سنوات الخمسينات ، يجب ان يعاد إنشائه. نحن ندعو أولئك المعنيين بهذا التوجه الثوري أن يدخلوا موقعنا والاتصال بنا.

نحن مهتمون بالتعاون مع جميع العناصر الذين يشاركوننا شعاراتنا التالية:

حرروا جميع الأسرى السياسيين الفلسطينين!

فكوا الحصار عن غزة! 

من أجل عودة اللاجئين!

الصهاينة ، الامبرياليون ، كفوا أيديكم عن المواقع المقدسة للمسلمين!

كل إسرائيل أرض محتلة!

من أجل دولة عمال فلسطينية من النهر إلى البحر!

من أجل اتحاد اشتراكي للشرق الأوسط!

ال- ISL هي جماعة تروتكسية نشطة في إسرائيل / فلسطين المحتلة. هدفنا هو تكوين حزب ثوري عالمي للطبقة العاملة. لتحقيق هذا الهدف نحن على اتصال بجماعة ماركسية سياسية في الولايات المتحدة “الرابطة من اجل الحزب الثوري” (LRP) التي تنتمي إلى “المنظمة الشيوعية من اجل الاممية الرابعة” (COFI). في موقعنا يمكن اِيجاد تفاصيل أكثر باللغة العبرية والعربية والانجليزية.

Leave a Comment

Scroll to Top