عاش يوم الأرض!
تعيش الثورة الاشتراكية في الشرق الأوسط!
لا يأتي يوم الأرض تخليدًا لذكرى الشهداء الذين قتلوا في 1976 على يد دولة إسرائيل كجزء من الاستيطان الصهيوني القائم على “مصادرة” الأراضي من الشعب الفلسطيني، لكنه يخلد الكفاح ضد التمييز المنهجي بحق الفلسطينيين مواطني دولة إسرائيل: ضد الاستغلال، الفقر،الإحجاف في تقديم الخدمات، البطالة المتفاقمة والقمع السياسي لجماهير الشعب الفلسطيني. وعلاوة على ذلك إنه يعبر عن النضال المتواصل ضد الاحتلال منذ عام 1967، ولأجل حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين طردوا في 1947-1948.
وكما كان الحال في جنوب إفريقيا، في عهد الأبارتيد العنصري، فإن دولة التمييز العنصري الصهيونية سلبت معظم أراضي البلاد. لم يبدأ نهب الأراضي في 1967 كما يدعي اليسار الصهيوني وأنصار الصهيونية، لأن إسرائيل كلها قائمة على الأراضي التي نهبت في 1948.
يوم الأرض هذا العام هو جزء لا يتجزأ من الهبّة الثورية التي تجتاح الشرق الأوسط كله. وهذه الهبّة ليست فقط وليدة القمع الذي مارسه الدكتاتوريون المحليون خدام الاستعمار، وفسادهم غير المحدود وتعاونهم مع الدولة الصهيونية، ولكنه ثمرة الأزمة الاقتصادية المستفحلة للنهج الرأسمالي العالمي في فترة أفولها.
وأهم سؤال يطرح في هذه اللحظات التاريخية هو كيف الضمان لعدم ظهور دكتاتوريين فاسدين جدد بدلا من السابقين، فيما تستمر الشعوب في معاناتها من الاستغلال والقهر.
والرد على ذلك كامن في النظرية والاستراتيجية الثورة المستمرة لتروتسكي. والاعتماد في هذه النظرية على القول إنه في البلاد التي لم تشهد ثورة البرجوازية – الديمقراطية “ربيع الشعوب”، فإن البرجوازية المحلية ارتقت مسرح التاريخ متأخرة جدًا. إن خشية البرجوازية من ثورة العمال تقودها نحو التعاون مع الإمبريالية ضد طبقة العمال، الفلاحين والفقراء. ولذلك فإن وظائف الثورة الديمقراطية: طرد الإمبريالية، توحيد المنطقة، ثورة الفلاحين، التصنيع، مساواة أمام القانون الخ، كلها ملقاة على عاتق الطبقة العاملة.
النصر لثورة الطبقة العاملة بقيادة جماهير العمال والجنود سيقود إلى تحطيم نظام الدولة البرجوازية (جيش، شرطة، مباحث أمن الدولة، المحاكم والسجون) واستبداله بنظام دولة العمال. إن الطبقة العاملة في السلطة هي تحقيق لوظائف الثورة الديمقراطية واستمرار بتطبيق الوظائف الاشتراكية (تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد مؤمم ومبرمج) وفقًا لتطور الثورة العالمية.
إن نضال الطبقة العاملة في تونس وفي مصر هو المفتاح لتطور الثورة في المنطقة بأجمعها. وإن انتصار هذا النضال على البرجوازية المحلية وأسيادها الإمبرياليين سيؤدي حتمًا إلى انتصار الكفاح الفلسطيني البطولي، إلى انهيار الدولة الصهيونية وحل مسألة القومية الفلسطينية عن طريق دولة العمال الفلسطينية من البحر إلى النهر كجزء من الاتحاد الاشتراكي في الشرق الأوسط، حيث يعيش فيها اليهود سكان البلاد دون أي امتيازات ودون تمييز.
أن الجيش البرجوازي في مصر ودول أخرى يعاني من تناقض داخلي. فيما الجنود هم أبناء طبقة العمال والفلاحين، فإن كبار الضباط هم أبناء الطبقة البرجوازية. ولتحقيق النصر في الثورة، ينبغي شق صفوف الجيش بحيث يؤيد الجنود ثورة الطبقة العاملة. ولأجل ذلك يجب التحرك داخل الجيش وطرح المطالب كدفع الرواتب كاملة، الحق في التنظيم، وانتخاب الضباط، وربط هذه المطالب بالكفاح الثوري لإقامة دولة العمال.
المطالبة بعقد مؤتمر تأسيسي صحيحة إن كانت في الدول العربية أو في فلسطين (والذي يصوّت له اللاجئون أيضًا). ولكن هذا المؤتمر التأسيسي لا يأتي بديلا عن مجالس العمال، الفلاحين والجنود، أو عن حكومة عمال، فقراء وفلاحين على أساس جماهير العمال المسلحين. ولتطبيق ذلك ثمة ضرورة لكي تقوم من داخل النضال الثوري نفسه قيادة ثورية للطبقة العاملة، والتي تدرك بأنها جزء من تأسيس الامّميةالاشتراكية الرابعة.
وتعابير أخرى لخشية الإمبرياليين من الثورة العمالية في المنطقة هي الزيادة في الميزانية “الأمنية” لإسرائيل، وفي أقوال إيهود باراك بأنه يتمنى أن الصراعات الجماهيرية في الدول العربية لا تأتي بشخصيات إلى السلطة كروبسبير أو لينين. وكذلك موقف البيت الأبيض الذي يتمثل بمعارضته للخطوات الثورية، ويطالب الشعوب بتحديد نضالاتها في نطاق إصلاحات الأنظمة الحالية فقط.
تنظر التنظيمات اليسارية في إسرائيل إلى النضال الثوري للجماهير في المنطقة، كأنه تعبير عن تغيير طريقة السلطة فحسب. ويكتفي الحزب الشيوعي والجبهة بالدعوات لأجل ديمقراطية برجوازية في الدول العربية، وترفض حركة النضال الاشتراكي طرح المطالب التي تتعارض مع استمرار النظام الرأسمالي مثل تفريق الجيش المصري على أسس طبقية. كما أنها ترفض الاعتراف بان الطبقة العمالية الإسرائيلية بغالبيتها الساحقة لا تستطيع الانخراط في النضال الثوري في المنطقة، بسبب الطابع الاستعماري-استيطاني للمجتمع الإسرائيلي بكافة طبقاته.
ونحن نقول بالمقابل إن الحل الوحيد هو ثورة العمال المستغلين لأقصى الحدود. لا للإمبريالية وخدامها. نعم لإقامة إتحاد اشتراكي في الشرق الأوسط كجزء من الثورة الاشتراكية العالمية.