يرى البعض النكبة – التطهير العرقي في فلسطين – جريمة تاريخية ضد الإنسانية. خلال السنوات 1948-1947 قتلت العصابات الصهيونية الشعب الفلسطيني، دمرو الحارات والقرى وطردوا مئات الآلاف لخلق أغلبية يهودية في فلسطين. على الرغم من أن الحركة الصهيونية قد فشلت في مهمتها، في الوقت الحاضر، إذ لا يوجد أغلبية يهودية في فلسطين، ولكن بالنسبة للكثيرين من الشعب الفلسطيني – منهم اللاجئين ابناء المخيمات الذين يذبحون في مخيمات اللاجئين وفي غزة، والعرب في الضفة الغربية والبدو في النقب، العرب من القدس والجليل, والعرب من الرملة واللد ويافا وغيرها – النكبة مستمرة حتى يومنا هذا. سرقة ونهب الأراضي وتدمير المنازل بهدف تهويد القرى العربية وتطهير فلطسين لم تتوقف ومؤخرا تأخد بالإزدياد.
الرأسماليين الصهيونيين والسياسيين الذين يعملون في مصلحتهم يقفون بذعر ودهشة ويرتجفون من الخوف في مواجهة العزم والقوة الذهنية للشعب الفلسطيني، الذي أثبت مرارا وتكرارا أنه قادر على مواصلة النضال ضد كل الصعاب ورغم الثمن الباهظ. وعلاوة على ذلك، جميع المضطهدين في العالم يأخدون الإلهام والقوة من هذه الأمة ونضالها في هذه الأيام، ويكثفون الضغط على حكوماتهم لعزل إسرائيل ومقاطعتها اقتصاديا وثقافيا وسياسيا.
في الآونة الأخيرة، فشلت محاولات السياسيين الصهاينة الجبناء لتنقية الكنيسيت العنصرية من العرب من خلال رفع نسبة الحسم. للمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل كان جوابًا قاطعًا لهذه المحاولات, إذ قاموا بالضغط على الأحزاب التي تمثلهم على ان يتوحدوا في قائمة مشتركة, على الرغم من الاختلافات الأيديولوجية. هذه الخطوة زادت قوتهم بمقعدين. في حين قامت حركات سياسية تطلق على نفسها “اشتراكية”، مثل حركة دعم وحركة النضال الاشتراكي، بالنداء لعدم التصويت للقائمة المشتركة، نحن رأينا في القائمة المشتركة خطوة تاريخية ومهمة نحو استبدال حكومة الأبارتهايد في نظام عمال ديمقراطي، يشمل الفلاحين وسائر المطضهدين، من البحر إلى النهر.
ومع ذلك، نحن نقول بشكل واضح ان الكنيست هي مؤسسة صهيونية عنصرية. لهذا السبب، فإنه لا يكفي أن تكون القائمة المشتركة القوى الثالثة من أجل تحقيق انجازات كبيرة وطويلة المدى لصالح الشعب الفلسطيني. حتى أنصار القائمة المشتركة الأكثر تفاؤلا يعلموا أن القائمة قد تكون قادرة على كسب الوقت، والمساعدة في الحد من القوانين العنصرية وقوانين إضافية المناهضة للديمقراطية وحتى الحد قليلا من عدم المساواة في توزيع الموارد بين المجتمعات، ولكن لا يمكن للقائمة المشتركة وقف آلة الاستعمار الصهيوني وبالتأكيد غير قادرة على اسقاط نظام الأبارتهايد. فقط ثورة اجتماعية اشتراكية إقليمية قادرة على فعل ذلك. دور الطبقة العاملة الثورية الاشتراكية في فلسطين والعالم هو التوحد, الانتظام والإقناع والعمل على إثبات لقيادة الجماهير في نضالهم حتى النصر.
وكإجراء فوري نقترح تعزيز القائمة المشتركة بجعلها حزب ديمقراطي معادي للصهيونية يمثل مصالح أبناء وبنات الشعب الفلسطيني واليهود مناهضي العنصرية، مؤيدي الديمقراطية والمساواة، من اجل إسقاط نظام الأبارتهايد. الاختلافات الأيديولوجية داخل الحزب يمكن أن تكون ممثلة من الفصائل المختلفة، والسماح أيضا للأفراد والجماعات والمنظمات التي لا يعرفون أنفسهم مع واحد من الأحزاب الأربعة التي تشكل القائمة للإنضمام وزيادة قوة القائمة المشتركة.
نحن الاشتراكيين داعمي الثورة الاجتماعية، نسعى للانضمام والعمل في هذا الحزب مشترك لجعلها حركة عمال ثورية. نحن نعتقد أن الطبقة العاملة هي العامل الوحيد الذي يستطيع توحيد جميع الطبقات المضطهدة الأخرى، وقيادتهم إلى النصر في حين القيادات الاخرى فشلت في ذلك.
نحن نبني موقفنا من نضال الجماهير في السنوات الأخيرة ضد حكم الطغاة والرأسماليين في العالم العربي واليونان وبلدان أخرى. القوى السياسية التي استبدلت الطغاة والدكتاتوريين وعدت الشعب لرغيف الخبز، الحرية السياسية والنضال ضد الإمبريالية. ولكن عندما كان عليهم أن يختاروا بين مصالح الرأسماليين الاقتصادية والذين كان الممولين, وبين مصالح الشعب الذي انتخبهم – اختاروا المال, بغض النظر كم كانوا يأمنون في الله ورسوله محمد (صلعم) أو في الاشتراكية الإصلاحية المتخوفة من الثورة.
الرئيس محمد مرسي, السجين في مصر، يدفع ليومنا هذا ثمن ما حاول ان يوضحه للبنك العالمي وحكومة اوباما انه لا يشكل خطر عليهم. ولكن الرأسماليين الأمريكيين لم يعتقدون ان مرسي قادر على قمع المطالب الاقتصادية للشعب المصري في القوى, او ان بإمكانه القضاء على المقاومة في سيناء التي اصبحت تشكل خطرًا على اصدقاء الامريكيين – أي الصهيونيين. لهذا, في الفرصة الأولى التي احالت لهم ذلك, قاموا بدفع انقلاب عسكري وضعت في مكان مرسي دكتاتور عسكري – السيسي. الحقيقة المؤسفة بأن الحزب الشيوعي المصري دعمت هذا الانقلاب, تثبت الحجة الماركسية القديمة، بأنه ليس العنوان العقائدي للحزب يحدد سياسته, انما الفحوى الطبقي لها.
في هذه الدولة الطبقة العاملة اليهودية غير قادرة على قيادة الثورة لكونها جزءا من تطور الاستعمارية على حساب التنمية الذاتية المستقلة للشعب الفلسطيني. في حين قادت الطبقة العاملة الفلسطينية الكفاح والنضال من أجل المساواة في الحقوق والعدالة الاجتماعية، سينجح في التأثير على طبقات العمال اليهود المضطهدة بامتياز من النظام الصهيوني – مثل الشرقيين والأثيوبيين والروس والحريديين. هنالك اهمية عظمى في التضامن مع عشرات الآلاف من المهاجرين من أفريقيا وآسيا المضطهدين بقسوة من قبل نظام الفصل العنصري.
نحن نعي جيدًا أن الشعب الفلسطيني ليس قادرًا بما يكفي لإسقاط نظام الأبارتهايد بنفسه, ولكن طبقة العمال الفلسطينية هي الوحيدة الذي يمكن أن توحد قواها مع الطبقة العاملة المصرية وبقية العمال والمضطهدين في المنطقة. علمنا مؤخرا أن الطبقات الحاكمة في العالم العربي قادرة على التوحد لغرض واحد فقط – لقمع ثورة شعبية في بلد عربي آخر، مثل اليمن.
من أجل بناء حزب ديمقراطي معادي للصهيونية!
من أجل بناء حزب مشترك لصنع ثورة عمال!
من أجل حق العودة!
فلسطين موحدة حمراء وحرة من البحر إلى النهر!
شعب واحد، حزب واحد، والنضال واحد – دولة واحدة!