مجزرة صهيونيّة في أعالي البحار – ايار 2010

يوم الاثنين الموافق 31 مايو/أيّار قوّات الصاعقة الخاصّة البحريّة الاسرائيليّة قتلت تسعة مدنييّن على الاقلّ ، كان معظمهم من الاتراك ، على متن قافلة سفن مساعدة متّجهة لمدينة غزّة من أجل كسر الحصار المفروض عليها .وزعمت الدولة الصهيونيّة انّ جرائم القتل تلك انّما كانت دفاعا عن النفس في حين أنّه عندما يعتدي المستوطنون اليمينيّون على رجال الشرطة والجنود الاسرائيلييّن يعرف الجيش الاسرائيلي كيف يستخدم وسائل اخرى غير العنف المسلّح . فالعنف المسلّح موقوف استخدامه ضدّ الفلسطينييّن وأنصارهم !

وكما كتبنا مرارا وتكرارا من قبل كلّما ازدادت الدولة الاستيطانيّة عزلة كلّما ازدادت عنفا وقمعا . فقد شاهدنا نفس الشيء في دولة جنوب أفريقيا خلال فترة حكم البيض العنصرييّن . كما ورأينا نفس الشيء أيضا في الجزائر ” الفرنسيّة ” اثناء الصراع من اجل الاستقلال .

لم تكن اسرائيل لتجرؤ على التصرّف هكذا لولا الدعم الاقتصادي والسياسي الّذي تلقاه من الدول الامبرياليّة الأخرى .فقد كان ردّ فعل الاتّحاد الاوروبّي ( والّذي انتمى اليه عدد كبير من ركّاب السفينة ) معتدلا جدّا . وأسوأ من ذلك كان ردّ فعل “ادارة أوباما ” الّتي ، تحت ستار الحياد ، أبدت موافقتها للقتلة الصهاينة لكي يجروا تحقيقا مع أنفسهم ! وفي الايّام الأخيرة سمعنا الناطقين بلسان شتّى الدوائر الاسرائيلّيّة وهم يحاولون اقناع المجتمع الدولي بأن البحريّة الاسرائيليّة لم يكن لديها خيار آخر وأنّ نشطاء السلام هم من يقع اللوم عليهم ! الاّ أنّ الجماهير ليس بالأمر السهل أن ينطلي عليها هكذا مزاعم سامّة . فالدولة الصهيونيّة الّتي تعمل على تجويع مليون ونصف المليون من الفلسطينييّن في قطاع غزّة لها تاريخ طويل وحافل بالمجازر والمذابح ابتداءا من اعمال التطهير العرقي الجماعي للأجئين الفلسطينييّن في1947م-1948م . فكلّ اسرائيل هي في الحقيقة أرض مسروقة . وجهة نظر الطبقة العاملة الثوريّة … !!!

الدولة الصهيونيّة لا تزال مستمرّة في سرقة الارض الفلسطينيّة بقدر ما هي تعمل على تقويض الاماكن المقدّسة الاسلاميّة . فدولة اسرائيل لا زالت تنكشف على حقيقتها كدولة مستوطنين استيطانيّة عنصريّة .

الجماهير الفلسطينيّة مستعدّة لأنتفاضة أخرى لكنّ المشكلة تكمن في غياب زعامة ثوريّة . فقد ثبت أنّ فكرة دولة فلسطينيّة رأسماليّة صغيرة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل انّما هي فكرة فاشلة وغير عمليّة . ونظرا لأفلاس الفكر الاستراتيجي لمنظّمة ” فتح ” فقد جعلت منظّمة ” فتح ” من نفسها أداة عميلة في أيدي الصهيونيّة والامبرياليّة الامريكيّة. وأمّا حركة ” حماس ” الّتي تبدي نفسها معارضا ثابتا للصهيونيّة فقد ابدت بوضوح استعدادها للتوصّل الى تفاهم للتعايش مع اسرائيل بسلام بينما تستمرّ طيلة الوقت في قمع الجماهير في قطاع غزّة !

ولكن ورغم المعاناة الّتي تفرضها على الشعوب فانّ الطبقة الحاكمة لا تستطيع الانتصار . فالنظام الرأسمالي الامبريالي الّذي يدعم اسرائيل لكونها ” شرطي الدوريّة ” في منطقتنا الغنيّة بالنفط يواجه أسوأ أزمة اقتصاديّة منذ سنوات الثلاثينيّات . وما ينتظر الدول الامبرياليّة الأخرى هو انهيار مماثل لانهيار الاتّحاد السوفياتي . فالأزمة حرّكت الطبقات العاملة في أمريكا الجنوبيّة وأوروبا وآسيا وأفريقيا . وفي الشرق الاوسط أيضا أصبحت الجماهير تبدي امكانيّاتها الثوريّة . ففي مصر هناك تظاهرات واضرابات وكفاح الجماهير … فهذه الاضطرابات هي صراع ضدّ نظام حكم ” حسني مبارك ” ، ذاك النظام الّذي لا يستغلّ الجماهير فقط بل يتمادى الى قمع حركة التضامن مع الفلسطينييّنويعمل في ذات الوقت على بناء جدار فولاذيّ أمام قطاع غزّة المحاصر . وفي ايران هناك وراء حركة الاعتراضات على الحكم الديكتاتوري المكشوف لأحمدي نجاد بداية يقظة الطبقة العاملة والّتي تتزايد قوّتها من خلال صراع عمّال الصلب والحديد في ” خضرو” ، وعمّال مصانع السيّارات ، وعمّال القطاع الخاصّ في طهران ، وفي الصراع البطوليّ لسائقي السيّارات وعمّال قصب السكّر في ” حفت تابه” … !

الجماهير الفلسطينيّة وحدها لا تستطيع قلب اسرائيل لكنّها تستطيع لعب دور الطليعة لطبقة العمّال والفقراء في المنطقة. ولو سيطر العمّال في الدول المجاورة لاسرائيل ( بدلا من سيطرة البرجوازييّن الخونة الّذين يسعون الى التعاون مع الامبرياليّة ) لما استطاعت اسرائيل الحفاظ على قوّتها . فالمطالبة بمقاطعة اسرائيل تزداد انتشارا ونحن نؤيّد مقاطعة الصناعات العسكريّة الاسرائيليّة ، ومقاطعة المستوطنين ومؤيّديهم ، على مستوى دوليّ ، بمن فيهم الادباء ،والمحاضرون ، والفنّانون الّذين يسخّرون جهودهم لخدمة الآلة الاعلاميّة الاسرائيليّة . ونحن نشجّع العمّال في العالم على مقاطعة شحنات الاسلحة من والى اسرائيل وعلى مطالبة كلّ الحكومات بوقف الدعم الماليّ لاسرائيل . لكنّنا في نفس الوقت نعارض اساليب ووسائل معاقبة العمّال اليهود والفقراء اليهود ، تلك الاساليب الّتي انّما تدفعهم للارتماء في أيدي حكاّم اسرائيل ! وفي المستقبل القريب نأمل في اقناع الكثير من العمّال والفقراء اليهود في اسرائيل أنّ الطريق الى السلام يكمن في تأييد الصراع الجماهيري الفلسطيني ضدّ الدولة الصهيونيّة واستبدالها بدولة عمّال فلسطينيّة . وفي هكذا حالة ، وبعد عودة اللآجئين ، تستطيع الاقليّة اليهوديّة العيش بسلام وبدون معاناة من أيّ تمييز عرقيّ أو ديني . وللحقيقة نحن لا نأمل اقناع سوى اقليّة صغيرة من اليهود الاسرائيلييّن .

نحن نؤيّد كلّ صراع للطبقة العاملة والجماهير يكون من شأنه فرض المطالبة والمسائلة ، ولو جزئيّا ، على البرجوازييّن . لكنّنا نعيش في زمن حيث أدني الانجازات والانتصارات الّتي تحقّقها الجماهير تقوّضها الطبقة البرجوازيّةوخدّامها الاصلاحييّن الاّ اذا ادّى الصراع نهائيّا الى قلب النظام الرأسمالي . ولكي نفهم ذلك ما علينا سوى أن نتذكّر خيانة “المؤتمر الوطني الافريقي” و” الحزب الشيوعي ” في جنوب أفريقيا اللّذين يستمرّان في حماية النظام الرأسمالي على حساب معاناة الجماهير . ودولة اسرائيل هي الأخت التوأم لنظام التفرقة العنصري ، ودروس وعبر الصراع ضدّه تنطبق هنا أيضا … !

من أجل حزب الطبقة العاملة الثوري

الطبقة العاملة لا تستطيع تحقيق النجاح بدون تأسيس ” حزب العمّال العالمي الثوري الدولي ” الّذي باستطاعته دفع الصراع الى الامام وقيادة الجماهير في ثورات ناجحة . والنظريّة المرشدة لهكذا حزب لا يمكن أن تكون سوى ” المذهب التروتسكي ” الّذي هو” الماركسيّة الحديثة ” . فخطّة تروتسكي الاستراتيجيّة للثورة الدائمة ، والّتي تفيد بأنّ الكفاح للتحرير الوطني والديمقراطيّة لا يمكن أن ينجح الاّ عندما يقلب العمّال النظام الرأسمالي هي بالفعل خطّة صحيحة في الشرق الاوسط كما بان لنا في العقود المنصرمة . فوجود عالم اشتراكي ينعم بالسلام والرخاء هو أمر ممكن جدّا . ولكن من أجل هكذا لا بدّ من اعادة تأسيس ” الامميّة الرابعة ” وهي الحزب التروتسكي الثوري الّذي انهار في سنوات الخمسينيّات … ! وبالتالي نحن ندعو كلّ من هم معنيّون بهكذا عقيدة أن يزوروا موقعنا على “الانترنت” ويتّصلوا بنا .

(*) حرّروا كلّ السجناء السياسييّن الفلسطينييّن …

(*) أكسروا الحصار المفروض على غزّة …

(*) من أجل عودة اللآجئين …

(*) ارفعوا أيادي الصهيونيّة والامبرياليّة عن الاماكن المقدّسة الاسلاميّة …

(*) كلّ دولة اسرائيل هي مجرّد أراض محتلّة …

(*) من أجل دولة عمّاليّة فلسطينيّة من النهر الى البحر …

(*) من أجل اتّحاد فدرالي اشتراكي للشرق الاوسط …

حركة ال- ISL

هي تنظيم تروتسكيّ نشط في اسرائيل/فلسطين المحتلّة . هدفنا هو تأسيس حزب ثوري دولي طليعيّ للطبقة العاملة .ومن اجل هذا الهدف نحن على اتّصال بمجموعة ماركسيّة دعائيّة اعلاميّة في الولايات المتّحدة ، ألا وهي ” الرابطة من اجل الحزب الثوري ” . وتستطيعون الحصول على تفاصيل باللّغة العبريّة العربية والانكليزية في موقعنا على”الانترنت”

Leave a Comment

Scroll to Top