يوم الارض – من نضال رمزي الى نضال حقيقي

(مقطع الفيديو مجاملة سماح حايك) 

سبيان صادر عن الرابطة الاشتراكية الاممية (ISL) المدعوم من قِبَل الاتجاه الشيوعي الثوري العالمي (RCIT).

الثلاثون من اذار – يوم الارض اصبح يوم رمزي للنضال ضد نزع الملكية(المصادرة) والاضطهاد للجماهير الفلسطينية، مواطنين دولة الابارتهايد الصهيونية. الآن يتوجب علينا التفكير بطريقة ما لتحويل الصراع الرمزي الى صراع جماهيري حقيقي ان نضال عرب الداخل (عرب 48) يجب ان يرتبط بل ويشكل قالبا واحدا مع النضال لكل الفلسطينيين في اراضي 67.

بينما نحن هنا نخلد هذا اليوم في راحة نسبيا – نوعا ما – هنالك الشباب الفلسطينيين في الضفة الغربية يخاطرون بحياتهم في نضال ضد القمع والاضطهاد على يد الجنود الاسرائيليين والمستوطنين.

هذا النضال البطولي يواجه القوة العسكرية الاسرائيلية  الضخمة المدعومة من قبل اوباما اضافةً الى امبرياليين اخرين. حتى التعاون من السلطة الفلسطينية لم يعد قادر على منع نشوب انتفاضة شعبية جديدة. السلطة الفلسطينية لا تختلف ابدًا عن الانظمة القمعية المستبدة لمبارك وبن علي، بما معناه انها تخشى من ثورة فلسطينية.

الانتفاضة الثالثة ستكون ظافرة وغانمة اذا ما تم تطبيق الدروس من الانتفاضتين السابقتين وكما يتوجب ان تضم كل الفئات المضطهدة في المجتمع الفلسطيني: عمال، فلاحون، أصحاب المصالح الصغيرة، نساء، شباب، عاطلون عن العمل وأيضا يهود داعمون الذين يدركون ان الطريقة الوحيدة للخروج من الجحيم على الارض الذي صنعته الحركة الصهيونية وشركاؤها (البرجوازيين الفلسطينيين) – هي طريقة الصراع الفلسطيني الثوري. في داخل اسرائيل يتوجب علينا مناشدة لجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في اسرائيل ونقول: “يجب عليكم تحمل مسؤولية كإدارة وعدم الانحصار في نضال رمزي! حركوا الجماهير من خلال نضال حقيقي.”! ما هو النضال الحفيقي؟ هو الذي يبدأ من نقطة انطلاق اقليمية ويربط النضال الفلسطيني مع الثورة العربية، وفي نفس الوقت يعترف بالطبقة العاملة كعامل اجتماعي والذي يستطيع قيادة النضال حتى النصر.

الدروس من الثورة العربية

نشبت الثورة العربية نتيجة لأزمة 2008, الازمة الرأسمالية العالمية الاصعب منذ 1929. هذه الازمة هي نتيجة مباشرة للاحتكارات الرأسمالية الخانقة وتحكم البرجوازيون بوسائل الانتاج. هذه الاحتكارات جندت قوة اجتماعية (اشتراكية) ضخمة، في حين ان ملكية رأس المال كانت متمركزة في ايدي مجموعة صغيرة من العائلات الحاكمة. عدم قدرة الرأسماليين في الدول الامبريالية في تطوير وسائل الانتاج كنتيجة للهبوط في نسبة الأرباح الطبقة الحاكمة (البرجوازيين) ان تغطي الخسائر عن طريق اخذ الاموال من جيوب الكتل العاملة  وانخفاض في اسفل الطبقة الوسطى وطبقة الفقراء بدلًا من الاستثمار في تطوير وسائل الانتاج، انفق الرأسماليون اموالهم الكثيرة على الاسراف في الاستهلاك، القمار في سوق الاوراق المالية، وبالطبع وسائل القمع العسكرية المتطورة جدًا. أضف الى ذلك، في محاولة للمحافظة على الارباح قاموا بشن حملات عسكرية ضد الامم المضطهدة والمقموعة من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية التي يطمع بها الامبرياليين في دول مثل افغانستان ومالي. وفي الاماكن التي ليست لديهم القدرة لإطلاق مثل هذه الحملات، استعملوا التهديدات بشن الحرب (خاصة ضد كوريا الشمالية  وايران) متوقعة من هذه الدول ان تضعف وتوافق على سد النقص من جيوبها الخاصة ، وعلى حساب الجماهير الخاصة بها، للحسابات المصرفية الفارغة المثقلة بالديون الخاصة بالامبرياليين.

تقف القوى العاملة ضد هذا الهجوم وكذلك مضطهدون من مختلف الدول: الطبقة العاملة، الفلاحون والطبقة الوسطى المتدنية في الدول العربية؛ في الهند 100 مليون عامل اضربوا الشهر الماضي للمرة الثالثة، في اليونان، بريطانيا ودول اوروبية اخرى وكذلك الأمر النضال الثوري الحديث جدا والذي نشب في بلغاريا.

هذا الهجوم من قِبَل الرأسماليين والانتقام من المد المتصاعد من نضال العمال والجماهير المضطهدة يكشف واقع هذه الفترة – فترة الثورات، الثورات المضادة والحروب الامبريالية. وثوره اشتراكية ليست فقط ممكنة في فترة كهذه بل انها ضرورية جدًا. والفشل في تحقيق مثل هذه الثورة سيودي بنا الى انظمة قمعية دموية وحتى انظمة فاشية والتي من شأنها ان تُعَرِّض وجود البشرية للخطر من خلال حروب فتاكة مدمرة وكذلك تدمير للبيئة.

الثورة العربية نشبت في 2011 على صورة نضالات جماهيرية ديموقراطية ضد الانظمة القمعية الموالية للامبريالية في تونس وليبيا ومن هناك امتدت الى مصر واخيرا وصلت سوريا في 15 اذار من نفس السنة. في الشهور الاخيرة، دخلت الثورة مرحلتها الثانية. المرحلة الاولى تضمنت أوهام ساذجة في ظل حكم الأحزاب المعارضة التي تولت السلطة من خلال انتخابات عامة، مثل حزب النهضة في تونس والاخوان المسلمين في مصر. الآن المرحلة الثانية تتضمن خبرة متراكبة ووعي ان هذه الاحزاب في الحقيقة تدعم الادارة الامبريالية، الامر الذي ادى الى قطع طريق الجماهير من الوصول الى الديمقراطية.

ان نجاح الثورة العربية يتطلب ادارة مختلفة كُليًا. التجربة اثبتت ان قيادات برجوازية صغيرة او برجوازية، سواء كانت علمانية او دينية، غير قادرة على التصدي بنجاح للسيطرة الامبريالية نضال ناجح للحصول على الحقوق الديموقراطية، في هذه الفترة، يتطلب ثورة اشتراكية ناجحة. فقط تحت ادارة طبقة عمالية ثورية ممكن تكوين اتحاد جماهيري يضم كل الخلفيات الاثنية والدينية: اتحاد الفلاحون، أصحاب المصالح الصغيرة، نساء وشباب الذين يعانون من الاضطهاد خاصة في ظل تفشي الرأسمالية، لدعم الطبقة العاملة، الطبقة الثورية المتسقة، هي الوحيدة القادرة على جلب البديل للوضع الانتاجي الرأسمالي البالي.

هذا البديل سوف يبدأ عند تحويل الاقتصاد من انتاج الارباح المثمرة للرأسمالية الى انتاج لاحتياجات الجماهير. وستتم ادارة هذا الاقتصاد على يد العمال انفسهم. هذا التحويل مشروط بانتصار الطبقة العاملة والتي ستكون على رأس الجماهير المسلحة والذين سيطيحون بالأليات البرجوازية القمعية (الجيش، الشرطة، السجون والمحاكم) وانشاء الية يحكمها العمال وحلفاؤهم في حكم اغلبية حقيقي. وهذه الالية ستأخذ شكل المجالس المحلية(السوڤييت) من العمال والفلاحين والتي تصوت وتنتخب ممثلين عن المجالس الاقليمية وَهَلُم جرًا، بينما ستكون اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى بمثابة الحكومة. كما وسيتم الدفاع عن سيادة المجلس بواسطة قوات مسلحة من الجماهير نفسها بدلًا من جيش دائم كما تنص التقاليد البرجوازية.

موقفنا في سوريا

كثوريين نحن نؤيد الكفاح المسلح ضد نظام الأسد، حتى في الوقت الذي يجري به الكفاح تحت سيطرة الاسلاميين. ونحن نفعل هذا بدون منحهم شرعية الموالية للرأسمايين والتخفي وراء العباءة الاسلامية-بدون أي دعم سياسي اطلاقا. فبالنسبة لنا، الطبقة العاملة هي الوحيدة الكفيلة بجلب الحل. للأسف، بالنسبة للجماهير في سوريا، في حين ان العمال يشتركون بالثورة ضد نظام الأس الديكتاتوري الدموي كأفراد، لا تزال الطبقة العاملة كطبقة، مُحْتَجَزة على يد حزب البعث من خلال النقابات التي تسيطر عليها الدولة. هذا الوضع وهو نتيجة لخطأ الستالينيين من كل الاحزاب الشيوعية في سوريا والتي لا تزال تستمر في دعم الجبهة الشعبية بدلا من دعم استقلال الطبقة العاملة. ينبغي انشاء تنظيم ثوري في سوريا لتحقيق المجد والنصر. استقلال الطبقة العاملة من الطبقة الحاكمة من خلال برنامج ثوري ينبغي ان يكون على رأس سلم الاولويات.

الصراع من أجل الحقوق الديموقراطية ومنظور الثورة الدائمة

يمكن ان ينتصر النصال الديموقراطي في فلسطين فقط عندما تنضم الطبقة العاملة الفلسطينية الى بعض العمال اليهود والذين سينفصلون عن الصهيونية، وكذلك العمال المهاجرين سيقفون على رأس النضال من أجل الحقوق الديموقراطية. هذا هو منظور الثورة الدائمة ل ليون تروتسكي. النضال من أجل الجمهورية الفلسطينية من حيث طابعها الوطني، من النهر الى البحر، سيكون منصورًا فقط عندما يتحول بوعي الى نضال من أجل دولة العمال والفلاحين من النهر الى البحر. سيكون منصورا فقط عندما يرتبط مع النضال الثوري في المنطقة بأسرها.

نحن على استعداد للتوحد في العمل (مع الحفاظ على حرية التعبير والنقد بشكل كامل) مع أي منظمة أو فرد الذي يدعم واحد أو أكثر من المطالب التالية:

* اطلاق سراح كل الاسرى السياسيين الفلسطينيين

* اسقاط محاكمة الشبان في شفاعمرو

* اسقاط التطهير العرقي وهدم المنازل والتهويد القسري للأحياء الفلسطينية

* اسقاط جميع القوانين الستين العنصرية التي نشرت بحسب مركز عدالة

* العمل على تطبيق حق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم بشكل كامل

* العمل على تشكيل شبكة لجان دفاعية للدفاع عن الفلسطينيين والمهاجرين ضد الهجومات العنصرية والغوغاء لينش

* العمل على تشكيل شبكة لجان للعمل الديموقراطي في الأحياء والمدن، وأماكن العمل والقرى ومؤسسات التعليم

* العمل على تحقيق دولة ديموقراطية من النهر إلى البحر

* العمل على تحقيق حكومة العمال والفلاحين من النهر إلى البحر

*العمل على تحقيق دولة عمال فلسطينية من النهر إلى البحر

* العمل على تحقيق الاتحاد الاشتراكي للشرق الأوسط

* العمل على تحقيق الأممية الشيوعية الجديدة –الاممية الخامسة

من نحن؟

الرابطة الاشتراكية الأممية الشيوعية هي منظمة أنشئت وفقا للتقاليد الثورية لماركس وإنجلز ولينين وتروتسكي. نحن فعّالون  في فلسطين المحتلة (دولة إسرائيل) بهدف إنشاء حزب العمال الثوري الذي من شأنه أن يكون بمثابة قيادة بديلة لجميع النضالات المذكورة أعلاه، ويقودهم إلى النصر، من أجل التغيير. إذا كنت تؤيد هذا البيان تأييدا كاملا فانك تنتمي الينا! انضم الينا وعندها ستكون قادر على ان تكون جزءا من النضال الثوري والقيادة الثورية التي تحتاج اليها الجماهير في هذه الدولة من أجل تحقيق النصر! اعتادت منظمتنا منذ سنوات على الانفتاح على النقد البناء، والذي يساعد في تطور تفكيرنا وأساليب عملنا. إذا كانت لديك مثل هذه الانتقادات نتوجه اليك بمشاركتنا، وكذلك الامر نحن مستعدون لتلقي أي نصيحة أو اقتراحات أو اسئلة التي قد تكون مفيدة لتنميتنا وتطويرنا – عنوان بريدنا الإلكتروني متاح لكم: info@the-isleague.com

Leave a Comment

Scroll to Top